عن الوطن : فى الغرفة (1131) بمستشفى دار الفؤاد، يرقد المهندس أحمد حسام، المصاب بطلق نارى فى الظهر، أفقده القدرة على تحريك الجزء السفلى من جسمه، فى الاشتباكات التى وقعت فجر الثلاثاء الماضى، بين أهالى الجيزة ومنطقة «بين السرايات» وبين معتصمى النهضة.
لم تكن إصابة حسام فقط سبب وجعه، وإنما فقدانه لأقرب أصدقائه الذى سقط شهيداً برصاص الإخوان، أمام عينيه، ثم استيلاء الإخوان على جثته، التى صلوا عليها الجنازة فى اعتصام النهضة، ونقلتها «الجزيرة» فى مؤتمر صحفى، مدعية أنه أحد الإخوان الذين استشهدوا نتيجة اعتداء الأهالى عليه.. فيما يلى حوار «الوطن» مع أحمد حسام، يروى فيه شهادته عن موقعة الجيزة..
■ بداية كيف تم الاعتداء عليك؟
- كنت وصديق عمرى وزوج أخت زوجتى الشهيد حسام البداوى، الذى كان فى القاهرة بالصدفة، على موعد مع أحد أصدقائنا بالقرب من الجيزة، ودخلنا معاً ميدان الجيزة الساعة 2:30 ليلاً، ولأول مرة فى حياتى أرى 8 مدرعات للشرطة والجيش، مضروبة بالرصاص مكان السائق، ولم يكن هناك وجود لمدرعات الجيش أمام مسجد الاستقامة، وسمعت ضرب نار رهيباً عند كلية الفنون التطبيقية، ولمحت سيارة ملاكى بها اثنان أو 3 أشخاص مسلحين يطلقون النار فى الهواء، والناس يهربون منهم للخلف، وعبر الشوارع الجانبية، واستمر إطلاق النار ربع ساعة، حتى الساعة 3:45 دقيقة، عندما هجم معتصمو النهضة بأعداد كبيرة يهتفون: «الله أكبر إسلامية» ويضربون بـ«رشاش آلى» على الناس، وأثناء محاولتى إنقاذ أحد الأشخاص وجدت «حسام» وقع أمامى على وجهه، وشعرت برعشة فى جسمى ولم أشعر بنصف جسمى الأسفل، وسقطت على الأرض.
■ وكيف أنقذوك؟
- أثناء وقوعى على الأرض، شاهدت الإخوان يهجمون مرة واحدة، فكل ما جاء فى بالى أن «أعمل نفسى ميت»، وأثناء حركة الكر والفر شاهدنى أحد الشباب من الأهالى وكان ضعيف البنية، فأخذ يصرخ: «فى واحد مات دلوقت»، وكان يقصد «حسام»، وخاطبنى: «أبوس إيدك قوم»، فقلت لا أستطيع الحركة، فبدأ يسحبنى على الأرض، وعندما شاهدوه بدأوا إطلاق النار مرة أخرى، إلا إنه سحبنى إلى شارع جانبى بين السيارات، شعرت وقتها بأننى فى حرب، وألهمنى الله أن أتصل بالإسعاف، وظلوا معى على الهاتف حتى وصلوا إلىّ ونقلونى إلى مستشفى أم المصريين، ولم يكن هناك أى وجود لشرطة أو جيش.
■ كيف وصلت جثة «حسام» إلى الإخوان؟
- «حسام» كان كاتباً على صفحته على فيس بوك إنه فى طريقه إلى الجيزة، وسيمر على الاعتصام، وأحد أصدقائه شاهد فى تقرير على قناة «الجزيرة» منصة رابعة العدوية يعلنون أسماء الشهداء، ومن بينهم «حسام البداوى»: على أنه شهيد من الإخوان، عندها اتصل على تليفون «البداوى» فردوا عليه، وأخبرهم بأن أهله يريدون جثته لدفنه.
■ لكن كيف حصل الإخوان على جثته؟
- «حسام» خرجت صورته على «الجزيرة» من ميدان النهضة فى وقت الأحداث، مع شخص آخر اسمه محمد المصرى توفى إثر طلقة فى عينه، فأحد أصدقائه توجه إلى الاعتصام وطلب من الإخوان تسليمه الجثة، دون أن يذكر أنه ليس منهم وخرج بها على المشرحة ومن الواضح أن الإخوان كانوا يأخذون الجثث المتوفاة فى الأحداث ويصلون عليها فى «النهضة ورابعة»، وتنقل «الجزيرة» الأمر على أن القتلى جميعهم من معتصمى النهضة.
■ هل سألت الأهالى عن السبب الرئيسى للاشتباك؟
- سألت قبل إصابتى، فقالوا إن الإخوان أرادوا احتلال المكان والاعتصام أيضاً فى ميدان الجيزة بجوار مسجد الاستقامة، وأحد الشباب قال لى تعالَ معى فوق كوبرى الجيزة، وشاهدت بنفسى فوارغ الآلى فوق الكوبرى بأعداد رهيبة، ولم يكن مع الأهالى سوى الطوب والألعاب النارية، وفردين خرطوش، وده كان واضح لأنهم كان ينادون «اللى معاه سلاح يطلع للأمام».
■ ما الإجراءات القانونية التى اتخذتها؟
- أنا لم أفق من الغيبوبة إلا أمس، وبالكاد حررنا محضراً، ولكن النيابة لم تبدأ التحقيق حتى الآن.
■ ما التعويض الذى تريده لنفسك ولصديقك «البداوى»؟
- لا أريد تعويضاً مادياً، أريد فقط أن يعرف الجميع ما يفعله الإخوان فى المواطنين «العُزل»، وأن يعلموا تضليل «الجزيرة»، خصوصاً أن هناك مثقفين يرون أن الإخوان دعاة سلم، ولا يحملون سلاحاً، وعندما نشاهد السلاح فى يد الإخوان يدعون أن الجيش والشرطة هم الذين أطلقوا النار، ما حدث لى يثبت أن الإخوان كانوا يقتلون الأهالى وهم «عُزل» من السلاح، وما يحدث هو انهيار كامل للبلد، وهناك غل وشحن ودموية شاهدتها بنفسى فى هؤلاء الذين يحملون السلاح.
Comments[ 0 ]
إرسال تعليق