فى عام 2006، كتب العميد (آنذاك) عبد الفتاح السيسى، فى أثناء بعثة تدريبية فى كلية الحرب التابعة للجيش الأمريكى، ورقة بحثية هامة . الورقة التى تقع فى 13 صفحة تعد بمثابة دليل إرشادى مختصر إلى كل من يسعى للوصول إلى لمحة من فكر الجنرال الذى سيصبح بعد بضع سنوات حديث العالم وبطلا قوميًّا فى بلاده بعد أن نجح فى أن يعيد إلى قواتها المسلحة رونقها، ويجدد ثقة الشعب بها، بانحيازها إلى إرادة ملايين المصريين فى الثالث من يوليو 2013، وإسدال الستار على حكم جماعة الإخوان المسلمين الاستبدادى. وإلى جانب شخصية مؤلفها، الذى يقود الآن واحدًا من أقوى وأعرق جيوش الشرق الأوسط، فإن الورقة البحثية التى تضعها «التحرير» بين يدى قارئها العزيز، تكتسب أهميتها الكبيرة من موضوع البحث، وهو بعنوان «مستقبل الديمقراطية فى الشرق الأوسط». وفى وقت تموج فيه المنطقة بتغييرات سياسية واجتماعية هائلة فى أعقاب احتجاجات ما عرف بـ«الربيع العربى» تقدم هذه الورقة إضاءات حول أفكار القائد العام للقوات المسلحة حول الديمقراطية وفرص نجاحها فى منطقة بمثل هذا الكم الهائل من التحديات والتعقيدات السياسية والدينية والاجتماعية، وكذلك الدور الذى يتصور أن تلعبه القوات المسلحة فى ظل نظام حكم ديمقراطى، فضلا عن رؤيته لتعامل القوى الغربية خصوصًا الولايات المتحدة مع عمليات الانتقال إلى الديمقراطية فى المنطقة. وربما تجدر الإشارة إلى جرأة الطرح بالنظر إلى حساسية الموضوع الشديدة وتوقيته فقد صدر فى وقت كان نظام الرئيس السابق حسنى مبارك فى أوج قوته. وكل ما سبق ربما يسهم برسم صورة أكثر وضوحًا لجانب غير مطروق من الشخصية الأكثر نفوذًا فى أكبر بلد عربى.
Comments[ 0 ]
إرسال تعليق