قصص كثيرة ومخيفة وبعضها صادم، تعيشها الفتيات والنساء بشكل عام عندما يصعدن في الأوتوبيس أو التاكسي أو السرفيس العمومي... من التلطيش "الخفيف" وصولا إلى حد الملامسة ومحاولة الاغتصاب.. ويبقى الرعب سيد الموقف إلى حين إنذار آخر، أو مشكلة أخرى...
خوف من «التاكسي»
وعبّرت العديد من الفتيات لصحيفة (كل الوطن) من خشيتهن من استقلال التاكسي بمفردهن لا سيما في ساعات المساء. فيما يرفض الكثير من الرجال السماح لبناتهم أو زوجاتهم أو شقيقاتهم بالخروج بمفردهن. فالحديث يدور عن حكايات كثيرة عن تحرش سائقي التاكسي بالفتيات. فالخوف مبرر على الشقيقات والقريبات من استقلال التاكسي بمفردهن.
أفعال لا أخلاقية
تقول ليلى (طالبة جامعية) لصحيفة (كل الوطن): "كثرة الأقاويل التي سمعتها، جعلتني أعيش عندما أصعد في التاكسي أو السرفيس أو الفانات العمومية حالة من الخوف والترقب، تحسباً لأي موقف لا تحمد عقباه".
وتؤكد: "أنّ الفتاة هي التي تشجع السائق على القيام بفعل لا أخلاقي أحياناً. فبعض الفتيات يقع على عاتقهن نصف المسؤولية في تمادي السائق، من خلال أسلوب حديثها معه، ولبـــاسها وتصـــرفاتها. فالفتاة التي تحترم نفسها يحترمها الآخرون"، لكنها تستدرك بالقول "ولكن هناك بعض السائقين لا يقيمون وزنا لأخلاق، ولا يحترمون الناس وخصوصا النساء، ويفعلن أي شيء من أجل الحصول على مبتغاهم".
وتعبر المدرّسة فاتن عن رأيها لصحيفة (كل الوطن) بالقول: "يوجد سائقون محترمون، ويوجد آخرون غير ذلك، بغض النظر عن الفتاة أو السيدة الموجودة داخل الـــتاكسي".
روايات مختلفة ومخيفة
أما روايات راكبات التاكسي أو "السرفيس" فلا تنته أبداً، بدءاً من عروض الزواج وصولاً إلى التحرش الجنسي، يقول أحد السائقين (ن- م) لصحيفة(كل الوطن): "تعرفت على أكثر من عشرة فتيات عندما كنت أقلهم. وما زلت العديد منهن أواعدهن، أو أتحدث معهن على الموبايل".
ويضيف: "الكثيرات من الفتيات عندما يركبن السيارة تعرف من وجوههن أنه يمكن الحديث معهن وحتى ملاطفتهن.. وأخريات فور صعودهن السيارة لا يفسحن المجال لك للحديث معهن".
وتقول هدى لصحيفة (كل الوطن): "الفتاة هي التي تعطي "ريقاً حلواً" للشاب، بغض النظر عن مهنته، ولذلك عندما أشعر من نظرة سائق التاكسي أنه غير مريح، وأنني سأتعب معه، فلا أصعد معه بالسيارة.. وحتى عندما أصعد بسيارة فلا أفسح له المجال للحديث عن أي شيء خارج إطار عمله".
تقول: "أحرص على عدم ركوب التاكسي إلا إذا كنت في صحبة صديقتين على الأقل. فالصحبة تجعل من ينوي التحرش بفتاة يفكر مرتين قبل الإقبال على فعلته. كما أننا نحاول قدر الإمكان أن نتخير سائقاً نتوسم فيه خيراً، على رغم أن الغالبية العظمى من سائقي التاكسي يثيرون بتصرفاتهم وطرقهم في التعامل الكثير من المخاوف حتى لدى الركاب من الرجال، فما بالك بالنساء".
وتحدث الحاجة أم سامر مراسل صحيفة (كل الوطن) قائلة:"كنت آتية مع ابني من بيروت إلى صيدا، وصعدنا مع أحد السائقين، وطيلة المسافة التي في العادة تأخذ من الوقت على الأكثر نصف ساعة، قام بقطعها خلال 18 دقيقة.. تشاجرت معه لسرعته الزائدة إلا أنه لم يكترث... في الحقيقة لعنت الساعة التي ركبنا فيها معه. لقد عشت معه على أعصابي! وتفاجأت عندما نزلت أن السائقين يتحدثون عنه أنه دائماً يبقى مخموراً".
فجأة أصبحت يده تحت مقعدي
وأوردت صحيفة "لجمهورية" استطلاعا مع عدد من الفتيات اللاتي تُحُرش بهن فقالت احداهن: "منذ أن تعرّضت للتحرّش في المرّة الأولى لم أعد أستخدم وسائل النقل العامة" تؤكّد سناء بإصرار وحزم راويةً لنا قصّتها "في ذلك اليوم، كانت أمّي مشغولة جدّاً ولم تتمكن من إيصالي إلى الجامعة، فقررت أن أستقل الباص كي لا أتأخر على إمتحاناتي، وبالطبع إرتديت لباساً لا يُظهر شيئاً من جسمي"، وتتابع قائلةً "وإذ بشاب يستقلّ الباص ذاته ويجلس بقربي على المقعد، ولا أنكر بأنني شعرت بالإرتياح والطمأنينة لذلك فبنظري أنّ هذا الشخص هو الذي سيحميني في حال تعرّضت للمضايقات".
ولكنّ هذا الرجل بالذات "ما أن جلس بقربي حتّى بدأ يقترب منّي رويداً رويداً، ووضع يده على جنبي، ذعرت لفعلته وطلبت منه الإبتعاد وما أن هممت بالنهوض حتّى وصلت يده إلى تحت مقعدي".
أقفل الأبواب... فاستخدمت الليزر
وقالت ماري البالغة من العمر 35 سنة عن تجربتها مع وسائل النقل العامة، "في أحد الأيام تأخرّت في عملي وكانت سيّارتي تخضع للصيانة، فاضطررت إلى أن أستقلّ سيارة أجرة توصلني إلى منزلي".
وتذكر ماري تلك الليلة العاصفة والباردة بنوع من الإشمئزاز حيث تتابع "إستقلّيت أوّل سيارة أجرة وقع نظري عليها فكانت درجة الحرارة متدنّية جدّاً، وكان السائق كبيراً في السنّ ذكّرني بجدّي، فارتحت قليلاً وبعث في نفسي الطمأنينة. وبدأ بمحادثتي وملاطفتي وبالإثناء على جمالي، ولم أشعر بالانزعاج لأنني كما ذكرت سابقاً ذكّرني بجدّي إلى حدّ بعيد".
ولكن ما إن لاحظت ماري بأن الرجل أقفل الأبواب ودخل بطريق فرعّي لا تعرفه "حتّى إستخدمت الليزر الخاصّ بها وهدّدته كي يفتح الأبواب، وترجّلت من السيارة مسرعةً إلى أقرب مكان عام".
قصّة ماري وسناء هما عيّنة عن الكثير من القصص التي تتعرّض لها المرأة اللبنانية في حال إستقلّت وسائل النقل المخصصة للجميع، وكثيرات هنّ النساء اللواتي أطلقن الصرخة طالبات الحماية.
وتروي إحدى الفتيات لموقع (انتفاضة المرأة في العالم العربي) عدداً من قصص التحرش نولاد واحدة منها "مرة تعرضت لتحرش بالباص العام، بالأول فكرت أيد الشاب خبطت بالغلط بالمنطقة إلي تحت أيدي! بس خبطت كثير بالغلط!!!
فقررت أني أصرخ بوجهوا ما خفتش صرخت وقلتله إنه بكسر إيده إذا بمدها علي أو على أي صبية ثانية بحياته. صرخت بصوت عالي متعمدة الكل يسمعني بس كل "الرجال" في الباص ما عملوش أشي ولا يمكن تأثروا. ليش؟ لأنه إلي تحرش ذكر وإلي تحرش فيها مش محجبة! فإنه بطلعله وبتستاهل!!!".
Comments[ 0 ]
إرسال تعليق