قال محمد بدران، رئيس اتحاد طلاب مصر، أصغر أعضاء لجنة الخمسين لتعديل الدستور، إن مصر تمر بمرحلة انتقالية صعبة ولابد من إنجاز خارطة الطريق فى موعدها، مشددا على أن جماعة الإخوان انتهت تماما من التاريخ المصرى الحالى وأمامها الكثير حتى تعود، وأضاف بدران فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أنه تم تشكيل لجنة الخمسين الطلابية لتلقى مقترحات الطلاب بشأن الدستور من أجل بلورتها قبل عرضها على لجنة تعديل الدستور. وإلى نص الحوار:
■ كيف سيتم تلقى مقترحات الطلاب من الجامعات، وما أبرز مطالبهم فى الدستور الجديد؟
ـ كلفنا كل رئيس اتحاد جامعة بتلقى مقترحات الطلاب حول الدستور، وشكلنا لجنة 50 موازية للطلاب، تمثل مختلف التيارات السياسية؛ لمناقشة تلك المقترحات وبلورتها، وسأطرح قانونا طلابيا خاصا باتحاد طلاب الجامعات، يمنحهم صلاحيات أكبر، ويحررهم من القيود الإدارية الحالية، ومن سطوة أعضاء هيئة التدريس، من خلال انتخابات طلابية قوية، تفرز اتحاد طلاب قويًّا، يستطيع أن يعبر عن جموع الطلاب، وأنا كممثل لطلاب الجامعات لا أرى أى عوائق فى تحقيق ذلك داخل لجنة تعديل الدستور؛ لأننى أدافع عن مطالب الطلاب فى شكل نهائى لما يجب أن تكون عليه.
■ ما النظام الأنسب للحكم، البرلمانى أم الرئاسى أم المختلط؟
ـ النظام المختلط هو الأنسب لنظام الحكم فى مصر الآن، وذلك لعدة أسباب، أهمها أن النظام الرئاسى يصنع فرعونا جديدا، يسيطر على جميع المؤسسات، والنظام البرلمانى لا يمكن تطبيقه لأن التجربة الديمقراطية ناشئة، وما زال الشعب المصرى يحتاج إلى وعى سياسى فى اختيار نوابه، وبالتالى لابد أن يكون لدينا نظام مختلط يوزع جميع السلطات بحيث نضمن أن يكون لدينا مؤسسات رقابية مستقلة.
■ وماذا عن الحديث عن عودة الحرس الجامعى التابع لوزارة الداخلية بنص دستورى؟
ـ عودة الحرس الجامعى أمر مرفوض تماما من جموع الطلاب، بالإضافة إلى رفض أعضاء هيئات التدريس ووزيرى التعليم العالى والداخلية، وبالتالى عودة الحرس مرفوضة من جميع الجهات بلا استثناء، وكان هناك لقاء مع وزير الداخلية، وأكد خلاله رفضه عودة الحرس الجامعى؛ لأنه غير مستعد للدخول فى صدام مع الطلاب الآن، خاصة أن الوزارة عليها مهام كبيرة الآن فى تأمين البلاد
■ أمام اللجنة شهران فقط.. كيف سيتم التنسيق فى تلقى مقترحات الطلاب؟
ـ بدأنا بالفعل فى الأمر، وطالبنا وزير الشباب بوضع صندوق فى كل محافظة لتلقى مقترحات الدستور، واتفقنا مع البابا تواضروس على توفير صندوق فى الكنائس لتلقى مقترحات الطلاب، ونسعى الآن لاتفاق مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بتوفير صندوق لتلقى مقترحات الطلاب حول الدستور، وسيتم تنظيم لقاءات واجتماعات دورية لتلقى تلك الاقتراحات من خلال ورش عمل وغيرها، وبالطبع سأجتمع مع لجنة الـ50 لمناقشتهم فى المقترحات فى وجود أساتذة قانون وخبراء لصياغتها. وهناك تنسيق بين ممثل الطلاب وممثل الأساتذة رئيس جامعة قناة السويس، فعندما سافر إلى الصين ممثلا عن المجلس الأعلى للجامعات لحضور أحد المؤتمرات، فوضنى رسميا بأن أنوب عنه فى كل القرارات والتصويت عليها داخل اللجنة، وهناك تنسيق كبير بشأن الجامعات، خاصة أن اللجنة تضم أيضا أكثر من أستاذ جامعى، من بينهم الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة، من الشخصيات العامة، وعدد من أساتذة جامعة الأزهر.
■ كيف ترى موقف حزب النور من لجنة تعديل الدستور، وهل أنت مع بقاء المادة 219؟
ـ تمثيل تيار الإسلام السياسى فى لجنة تعديل الدستور غير مرض إلى حد ما، خاصة أنه ممثل واحد فقط لحزب النور، واستقبلت قرارهم بالبقاء فى اللجنة بارتياح، ولكنى أرى أن انسحابه من اللجنة لم يكن سيؤثر كثيرا، وبالنسبة للمادة 219، فأنا أفوض الأزهر الشريف لأنه الأجدر بالفصل فى بقائها من عدمه، وهو الأكثر حرصا على الدين وتطبيقه.
■ كيف ترى انتخاب عمرو موسى رئيسًا للجنة؟
ـ أحد أشكال الديمقراطية هى الانتخابات، وهو شخصية تتمتع بمصداقية داخل اللجنة، وبالتالى استطاع أن يفوز برئاستها، كما أن اختيار الجراح العالمى الدكتور مجدى يعقوب، والدكتورة منى ذو الفقار، والقيادى السابق فى جماعة الإخوان المسلمين كمال الهلباوى، نوابا لرئيس اللجنة أمر يدل على التنوع.
■ ما رأيك فى منح الضبطية القضائية للأمن الإدارى؟
ـ الضبطية القضائية ليس لها علاقة بوزير التعليم العالى أو اتحاد طلاب مصر، وإنما طلبها بعض رؤساء الجامعات مثل القاهرة وعين شمس، بهدف تأمينها، ويتم تطبيقها بحد أقصى 3 أفراد، وفى حالات بعينها، وهى المخدرات والسلاح والدعارة، وأرى أنها غير مجدية، فى جامعات كبيرة مثل جامعة القاهرة التى بها أكثر من 25 كلية، بالإضافة إلى أن هناك عددا من الطلاب لديهم مخاوف من عودة الحرس الجامعى أو أمن الدولة، وهو ما لن يحدث.
■ ماذا عن الطلاب المعتقلين فى الأحداث الأخيرة؟
ـ جلسنا مع وزير الداخلية، وقال إنه لا يوجد طالب معتقل، وإنما هناك طلاب مقبوض عليهم فى تهم، وهناك قرارات ضبط وإحضار لهم من النيابة العامة، والداخلية لا تحتجزهم سوى ساعات قبل ترحيلهم إلى النيابة التى تحقق معهم، وتصدر قرارها، سواء بإخلاء سبيلهم أو احتجازهم على ذمة القضايا، وأكد لنا أنه إذا كنا متأكدين من وجود طالب مظلوم، نبلغه ليتخذ إجراءات من خلال مدير وحدة حقوق الإنسان بالوزارة، ووعدنا بأن يتلقى الطلاب معاملة حسنة حتى المنتمين منهم لجماعة الإخوان، وأن يسمح لهم بأداء امتحاناتهم فى موعدها حسب القانون.
■ هناك اتهامات لك فى واقعة فصل طلاب الإخوان من الاتحاد، وبعيدا عن تلك الواقعة، ما تقييمك لموقف الجماعة الآن؟
ـ فصل الإخوان لم يأت لكونهم منتمين للجماعة، وإنما جاء بناء على أنهم مجموعة من طلاب الاتحاد خالفوا القوانين واللوائح والأعراف، وأضروا بسمعة الاتحاد أمام وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وتم تنفيذ القانون عليهم بحذافيره، وإذا تجاهلت ذلك سينهار الاتحاد بالكامل، مثل انهيار نظام الرئيس المعزول محمد مرسى الذى سقط بسبب عدم احترامه للقانون، والاتحاد لابد ألا ينحاز يمينا أو يسارا، بل يجب أن يبقى مستقلا، وأنا شخصيا أصدرت بيانا أيدت فيه 30 يونيو بصفتى الشخصية، ولم أصدر بيانا باسم مجلس اتحاد طلاب مصر كما فعل طلاب الإخوان.
وبعيدا عن تلك الواقعة، أرى أن الإخوان جماعة انتهت تماما من التاريخ المصرى الحالى، وأمامها الكثير والكثير حتى تعود، وهذه الجماعة لديها بعض الميليشيات التى تحاول عرقلة بناء الدولة، وأتمنى من جميع مؤسسات الدولة، من قضاء وإعلام وحكومة ورئاسة، وجميع أطياف الشعب المصرى، أن تنظر إلى البناء والتقدم، ولا تلتفت إلى تلك الجماعة.
■ هل أنت مع العمل الحزبى بالجامعات؟
ـ أرفض العمل الحزبى بالجامعات إطلاقا؛ لأنه سيؤدى إلى الاستقطاب، والاستقطاب سيؤدى إلى التشاحن؛ مما يهدد بانهيار العملية التعليمية بالكامل، لكن مسموح العمل السياسى والتوعية السياسية واستضافة رموز جميع التيارات السياسية بالجامعات من أجل التوعية.
Comments[ 0 ]
إرسال تعليق