" كثيرات يعشن خلف القضبان .. وكثيرات يبحثن عن التوبة ويؤرقهن ما بعدها من عقبات .. وكثيرات استهواهن الجو الموبوء .. من بين هؤلاء ظهرت بطلة هذه القضية والتي اعتادت على صيد الرجال وسرقة ممتلكاتهم بمساعدة زوجها .. ورغم هذا فانها تعيش في عالم ربما لم تخطط له ولم تحلم به يوما أو تتمناه لنفسها إلا انها سقطت فيه ذات يوم سهوا أو عمدا بعد اصرار زوجها على استخدامها كطعم لتنفيذ مخططه الإجرامى وتكوين تشكيلاً عصابياً لتنفيذ جرائم السرقة بالإكراه .. المزيد من التفاصيل ترويها السطور القادمة "
داخل حجز قسم شرطة العجوزة جلست المتهمة القرفصاء تبكى على ما فاتها من فرص كان من الممكن ان تخلع عباءة الإجرام والسرقة والعودة الى الطريق المستقيم ولكن مع اصرار زوجها اختارت ان تقع فى شرك الجريمة لتحمل وبكل جدراة لقب " انا صائدة الرجال " .
اقتربنا من المتهم والتى بدت عليها علامات القلق والخوف من كل من يقترب منها إلا انها كانت تحمل بداخلها آلاف الكلمات التى ارادت ان تبوح بها لتلقى اللوم الأول على زوجها لإنه هو السبب الرئيسى وراء الزج بها خلف اسوار السجون .. ولكن ليت الدموع تعوض ما اكتسبته الأيادى من آثام .. فهى بالفعل كانت شريكة اساسية فى الجريمة ولكنها حاولت وبكل جهد ان تبرر موقفها من القضية ولكن باتت كل الإتهامات موجهة اليها بعد تعرف احد ضحاياها عليها وانها هى التى اغوته بالحضور الى منزلها ليجد مجموعة من الأشخاص فى انتظاره مدججين بالأسلحة البيضاء ليكرهوه على التوقيع على ايصالات امانة بدون رصيد وسرقة ما يحمله من مبالغ مالية والسيارة الخاصة به .
تفاصيل القضية ترويها المتهمة "شيرين.ق" 27 سنة قائلة بدأت حياتى عند دخلت من بوابة الجحيم بزواجى من شخص لم اتعرف عليه جيداً سوى انه جذبنى بكلماته الرقيقة رغم انه اصغر منى سناً ولكنى وقعت فى شباكه ولم اكتشف انه مسجل خطر إلا بعد فترة .. رضيت بالأمر الواقع وقررت ان استمر معه فى هذه الحياة السوداء .
وبمرور عامين من الزواج فوجئت بزوجى يطلبنى للعمل معه ضمن مخططه الإجرامى واصطياد ما نستطيع من الرجال واغوائهم بقضاء اوقات المتعة داخل منزلى ليظهر زوجى وبصحبته باقى افراد العصابة ليقوموا بالسطو المسلح على من يقع فريسة فى شباكى ويأتى بقدميه الى منزلى راغباً فى ممارسة الرذيلة معى .
رفضت فى بادئ الأمر ما طلبه منى زوجى الدنئ ولكن آمنت بالمثل القائل "الزن على الودان اشد من السحر" حتى وجدت نفسى انصاع لأوامره وانتقلت معه للعمل فى مدينة شرم الشيخ لفترة وجيزة وهناك التحقت بالعمل فى احدى المستشفيات الخاصة وتعرفت على احد الضحايا لإرتباطه بالعمل معى .
فى تلك اللحظة اخبرت زوجى انى تمكنت من التعرف على احد الأشخاص ومن الممكن ان يكون فريسة سهلة الوقوع بها .. اضافة الى سكنه بمنطقة القاهرة وهذا ما جعل الأمر سهلاً بالنسبة لى فى اسقاطه فى شباكى نظراً لوجود محل اقامتى الأساسى بمحافظة الجيزة بالعجوزة .
توالت اللقاءات بينى وبين ضحيتى اكثر من مرة حتى اوهمته بأنه يمكنه انى يأتى الى منزلى بالجيزة بعد حصولى على فترة الأجازة من العمل .. بالفعل تمت الخطة كما رسمها زوجى ورجعنا الى محل اقامتنا بالجيزة وهناك قمت بالإتصال بضحيتى واخبرته انى فى انتظاره بمسكنى ووصفت له العنوان بمنطقة أرض اللواء بالعجوزة .. بالفعل حضر المجنى عليه وعندما فتحت له باب الشقة استقبلته وادخلته غرفة النوم واخبرته بأن ينتظرنى حال قيامى بتغيير ملابسى .. على الجانب الآخر كان زوجى واثنين من افراد التشكيل العصابى مختبئين فى الغرفة الأخرى , على الفور ذهبت اليهم واخبرتهم ان الضحية داخل الغرفة .. فى تلك اللحظة دخل زوجى ومعه اصدقائه بالأسلحة البيضاء ليحاول الضحية الهرب منهم ولكنهم هددوه بالقتل اذا تنفس او تحرك حركة واحدة .. فى تلك اللحظة كنت اشعر بخوف شديد وجميع اناملى ترتجف خوفاً من المنظر الذى اراه امام عينى .. استطاع زوجى ان يوقع الضحية على ايصالات امانة بدون رصيد وسرقة سيارته وما يحمله من مبالغ مالية بحوزته وهددوه اذا قام بإبلاغ الشرطة فإنهم سيطاردوه فى كل مكان اضافة الى مطالبته بقيمة الإيصالات التى تم توقيعه عليها .
ومن هنا بدأنا نخطط فى كيفية الإختفاء من اعين الشرطة لإن الضحية بالفعل قام بتحرير محضر فى قسم شرطة العجوزة ولكن كان القدر يقف لنا بالمرصاد ليتم رصد حركتى والقبض علىّ بينما هرب زوجى وبصحبته باقى افراد العصابة وتركنى لقبضة رجال الشرطة دون ان يخبرنى بنيته على الهرب لأكون انا الوحيدة التى تدفع ثمن جشع زوجها والإنصياع لأفكاره الشيطانية دون ان اضع اى حساب لما تخفيه الأيام مكتوباً علىّ ان اقضى ما تبقى من عمرى خلف اسوار السجون .
كانت الأجهزة الأمنية قد القت القبض على ربة منزل وجار ضبط زوجها كونا تشكيلاً عصابيًا لاستدراج الرجال بحجة قضاء لحظات متعة والاستيلاء على أموالهم بالعجوزة.
تلقى مأمور قسم العجوزة بلاغًا من خالد . أ (39 سنة- موظف) أقر في شكواه بأنه تعرف على سيدة تدعى شيرين . ق (27 سنة– ربة منزل) وطلبت منه الحضور لمسكنها وأثناء دخوله للشقة فوجئ بثلاثة أشخاص قاموا بتهديده بسلاح ناري وأجبروه على التوقيع على إيصالات أمانة والاستيلاء على مبلغ مالي.
توصلت تحريات اللواء محمود فاروق نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة إلى أن وراء ارتكاب مثل هذه الحوادث ربة منزل وزوجها حيث تقوم الأولى باستدارج الرجال والسائقين بحجة قضاء سهرة معها ويقوم زوجها بالاستيلاء على أموالهم كما توصلت التحريات إلى أن المتهمين قاما بارتكاب العديد من حوادث سرقة بالإكراه بالاشتراك مع آخرين.