بمشاعر مليئة بالقلق والترقب ينتظر الجميع يوم30 يونيو, لمتابعة الطرف الآخر من المعركة السياسية بين القوي الثورية وشرعية الرئيس محمد مرسي, الجميع يتمني أن يمر اليوم بأمان ولا يحدث فيه مكروه لأي طرف.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن, ما الذي سيحدث فيه, هل ستتغير ملامح الوطن ؟ أم هناك مفاجآت وسيناريوهات محتملة ومتوقعة.
تحقيقات الأهرام رصدت وجهة نظر أساتذة الطب النفسي وعلم الاجتماع لكشف ملامح30 يونيو.
يري د. محمد المهدي أستاذ الطب النفسي أن هناك حالة من القلق لدي المواطنين, من يوم30 يونيو, هذه المرة ليست الخطورة بين الشعب والنظام كما كان في بداية الثورة مع مبارك, الخطورة تكمن في التخوف من الصدام بين فصيلين من الشعب, الأول تيار الإسلام السياسي والثاني التيار المدني, وحينما يكون هذا التخوف بين فصيلين من الشعب فإن السيطرة علي الموقف تصبح صعبة وأحيانا مستحيلة خاصة مع حالة الشحن المستمر علي الجانبين. وأضاف أنه إذا وضعنا في الاعتبار أن علماء الاجتماع السياسي يصنفون الحالة المصرية الآن أنها في الدرجة الثالثةأي أن أمامنا درجة واحدة وهي الرابعة لكي نقع في خطر الحرب الأهلية لا قدر الله, وهذه الدرجةكما يقول العلماء تتحقق بسقوط ألف شخص أو وفاتهم, ولهذا فإن الخوف له ما يبرره من هذا اليوم, ويعزز هذا الخوف حالة غياب العقل عند الطرفين وانزواء الحكماء وسلبية قادة الرأي والفكر في احتواء هذا الخطر المقبل.
وأشار المهدي إلي غياب الدعوات العاقلة المعتدلة والمتوازنة لاحتواء الموقف وتجنيب الشعب مواجهة لا يعرف أحد نهايتها, فكل التصريحات وكل الجهود تصب في حالة الاستقطاب هنا أو هناك وتوجد حالة من العناد لدي الطرفين وحالة من الانسداد السياسي والتوتر الاجتماعي الشديد يغذيها إحباطات متعددة نتيجة الانفلات الأمني والفوضي ونقص المواد البترولية والبلطجة وقطع الطرق كل هذا يجعل المشهد في أقصي درجات السخونة والقابلية للاشتعال.
وأوضح د. المهدي أنه للأسف الشديد لا يوجد من يشعر بالمسئولية لإطفاء هذه الشرارة قبل أن تمتد لتحرق الوطن بأكمله, وأخطر ما في الأمر أن كلا الطرفين المتصارعين ينظر إلي الطرف الآخر بعين الشك والاتهام والتخوين, ومن هنا يصبح التواصل والحوار بينهما كأنه مستحيل وحين تسد أبواب الحوار بهذه الدرجة الشديدة لا تنتظر إلا الصراع.
لكن د. سمير نعيم يري أن30 يونيو هو ظاهرة صحية جدا وله دلالات مهمة, تتمثل في أنه يعكس أن الجميع في مصر علي درجة عالية جدا من الانتماء, فلقد انتهت إلي الأبد مشاعر التبلد واللامبالاة التي كانت سائدة من قبل, في النساء والشيوخ والأطفال والعمال والفلاحين, فالقلق علي مستقبل الوطن وحتي علي الذات علامة جيدة وصحية.
وأضاف أن ما رصدته من مؤشرات علي أسس علمية يؤكد زيادة حالة التفاؤل وأن أهداف حركة تمرد ستتحقق سلميا, وبدون إراقة دماء, وأن توعد الإخوان وغيرهم من التيار الاسلامي بسفك الدماء لن يتحقق إطلاقا لأنهم أضعف مما يتصورونه, كما أنه لا قبل لهم بمواجهة شعب لديه إرادة وتصميم علي مقاومة الاحتلال وعلي الاستشهاد في سبيل تحقيق الهدف. ولكن الطرف الآخر أي الاخوان يحاولون باستماتة بث الرعب والخوف واليأس لدي المواطنين لكي يفشلوا في الحشد ليوم30 يونيو, وفي رأيي أنهم لن ينجحوا في ذلك إطلاقا.
فالكل عازم ومصمم علي النزول يوم30 يونيو والبقاء حتي تتحقق أهدافهم, وهي ليست فقط تنحية مرسي من الرئاسة ولكن العودة الي المربع رقم1 بعد11 فبراير لتحقيق أهداف الثور
الشيء الغريب جدا في تاريخ المجتمعات كما يري د. نعيم أن يصمم نظام علي استعداء الشعب بأكمله ضده وعلي وضع الحواجز واحدا تلو الآخر, دون أي محاولة للاسترضاء أو التفاهم, وقد يدل ذلك علي غباء سياسي أو علي درجة من الغرور والبارانويا وفقدان البصيرة, فالثورة جسدت سمات كانت كامنة في الشخصية المصرية وهي كسر حاجز الخوف, فلم يعد من الممكن خداع الجماهير مرة أخري.
بينما د. أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية الآداب جامعة القاهرة سابقا يقول: إن هناك عددا من الاعتبارات ارتبطت بهذا اليوم, الأول: أن الشعب بعدما مر علي الثورة سنتان ونصف كان لديه طموحات كبيرة, وتوقعوا أن تتحقق بعد شهر, ويوم30 يونيو هو بمثابة عودةالأمل من جديد. الثاني أنه تم الحشد من القوي السياسية علي اختلافها وهذا الحشد ليس من خلال الاعلام فقط بل من خلال السلوكيات اليومية, الثالث هو سلوك الفئة الحاكمة رغم ما فيه من خطاب يدعو للمصالحة فإنه لا يتوافق والسلوك والقرارات التي اتسمت بالعناد, وكذلك حركة المحافظين, وهذا كله يدفع إلي النزول, ومن سينزل ليسوا الشباب فقط بل كل فئات الشعب, فالحشد كبير من الطرفين والحكم تنازلاته ضعيفة وقدرته علي المناورة أيضا ضعيفة.
ويشير زايد إلي أن الخوف لدي الناس هو الانقسام, حيث سيعطي هذا اليومشرعية للانقسام ويحوله إلي شقاق, ويبقي أسلوب حياة, وتنهار كل معالم الحياة.وهذا في مصلحة إسرائيل وأمريكا بأن تبقي مصر منقسمة ومفككة.
والحل يبدأ من تغيير في سلوك الإدارة للدولة حتي لا نصل إلي هذا اليوم, فكل السيناريوهات مخيفة للبلد والوطن والأجيال الجديدة, فما زال الاستبداد هو سمة إدارة الدولة.