أعلنت السلفية الجهادية فى سيناء مسئوليتها عن اختطاف جنود الجيش المصرى، أمس، فى شمال سيناء، وقالت فى بيان لها: «إن الاختطاف جاء بعد التعذيب والظلم اللذين تعرض لهما المعتقلون السياسيون من الإخوة الجهاديين فى سجن طرة»، مشيرة إلى التعذيب الذى تعرض له «أحمد عبدالله أبوشيتة»، المسجون فى سجن العقرب، على خلفية أحداث قسم ثان العريش، وأدى إلى فقد بصره.
وكشفت السلفية الجهادية، فى بيانها، عن أسباب تعرض «أبوشيتة» للتعذيب، قائلة: «إن مشادة كلامية حدثت منذ 20 يوماً بين أحمد عبدالله والضابط أشرف خفاجى، نتيجة لتطاول الضابط عليه أمام أهله، ومن يومها وضع شيتة فى التأديب، وأمر الضابط أمناء الشرطة بالتبرز فى حجرته، ووضعوا شيتة على البراز كل يوم لمدة 18 يوماً مع الضرب باللكمات، وإن زوجته ذهبت لزيارته ففوجئت به كفيفاً لا يراها، ورفضت إدارة السجن عرضه على أى طبيب إلى الآن».
ولفت البيان إلى أن اختطاف الجنود جاء نصرة من أهالى المعتقلين لإخواننا الأسرى فى سجون الطواغيت، مختتماً عباراته: «اللهم إنهم عبادك الذين وقفوا للباطل رافضين، وللحق ناصرين، نحن متضامنون مع إخواننا الذين اعتقلوا ظلماً وعدواناً من قبل كلاب الداخلية، أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر، واللهِ لتدورنَّ دائرة الزمان عليهم، وإن الأيام بيننا وبينكم يا جند الطواغيت».
وأوضحت المصادر أن 5 سيارات مصفحة وعدداً كبيراً من قوات الأمن اقتحموا
منزل حسين، وحطموا أثاثه، «واعتدوا على زوجته ووالده البالغ من العمر 75
سنة وألقوا به فى الشارع، ثم ضربوا نجليه وكسروا ذراع أحدهما بطريقة وحشية
لم نشهدها حتى فى عهد مبارك».
وفى سياق متصل، كشفت مصادر فى السلفية الجهادية عن اعتقال أحد أعضائها، ويدعى عبدالعليم سعيد حسين، المقيم بقرية بنى سليمان بشرق النيل التابعة لمركز بنى سويف، فى الساعات الأولى من صباح أمس.
وقال بيان أصدرته السلفية الجهادية تعليقاً على اعتقال اثنين من أعضائها خلال يومين: «الأوغاد عادوا بقوة، وعلينا بالاتحاد حتى نلقن هؤلاء الكلاب درساً لن ينسوه. إن الداخلية تشن الإرهاب على أهل السنة، ومع الكفار نعاج. وعاد أعداء الله لينتهكوا الحرمات من جديد، عادوا ليحاربوا كل من يقول (لا للظلم) مرة أخرى.. هل هناك عدل دون تطبيق الشريعة؟ يا من تمنى نفسك بإقامة دولة العدل على يد الطاغوت محمد مرسى، أنت واهم! لا تنتظر أبدا من طاغوت أن يعدل، إذا كان لم يطبق شريعة إله الكون فهل يطبق العدل؟ ليس من صفات الطاغوت أن يكون عادلاً».
وأضاف البيان: «الطاغوت هو من ينحّى شرع الله جانباً بحجة أنه لا يناسب عصرنا، ويحكم بشرع البشر كالدستور والديمقراطية، وغيرهما».
من جانبه، قال مرجان سالم، أحد قيادات السلفية الجهادية، إن «من حق السيناويين ما فعلوه من خطف الجنود؛ لتعذيب أحد ذويهم حتى العمى»، مضيفاً: «لن نقبل رجوع (أمن الدولة) مرة ثانية لممارسة مهامه القذرة التى أفسدت لنا الدنيا والدين، وأفسدت الشعب المصرى كله، ونحن لن نقبل بحرق الشعب المصرى مرة ثانية، ولن نوافق ولن نُمكِّن الأمن من ذلك».
وأضاف سالم لـ«الوطن»، أن السلفية الجهادية حريصة على مصر وأهلها ولن تفرط فيها، محملاً «أمن الدولة» مسئولية حرق مصر، ومحملاً الرئيس محمد مرسى مسئولية الدماء التى ستراق، وقال: «السلفية الجهادية قادرة على إرجاع الجنود المصريين، لكنها لن تتوسط إلا إذا طلبت الحكومة المصرية ذلك، ولن نتأخر عن التدخل والتوسط، فالسلفية الجهادية لا تعرف من الذى خطفهم ولكنها تضمن رجوعهم إذا طُلب منها التوسط».
وأضاف: «زيارة مساعد رئيس الجمهورية عماد عبدالغفور، والمحامى نزار غراب، سيناء من قبل لم تسفر عن شىء، فهم يعرفون أن أهل سيناء سيستمعون إلى السلفية الجهادية فقط».
وقال مصدر جهادى آخر، إن «قوات الأمن اعتقلت جهاديين، دعوا إلى وقفة
للتنديد بما حدث لـ(أبوشيتة)، المسجون فى قضية تفجيرات طابا، بعد تعذيبه
وإصابته بالعمى من مباحث سجن (استقبال طرة)؛ هما مدحت، الذى اعتقلته قوات
الأمن منذ يومين، والآخر عبدالعليم حسين، من بنى سويف».
وقالت مصادر جهادية لـ«الوطن»، إن «الحملة التى تشنها قوات الأمن على أعضاء تابعين لها جاءت بعد دعوتهم إلى تظاهرات أمام مقر الأمن الوطنى واقتحامه، بسبب اعتقال قوات الأمن 3 جهاديين اتهمتهم الداخلية بتشكيل خلية الإسكندرية».
وجاء اعتقال الجهاديين بعد حملة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» بعنوان «ليلة القبض على أمن الدولة»، دعت إلى محاصرة جهاز الأمن الوطنى واقتحامه، لتحرير المتهمين فى قضية تنظيم القاعدة، السبت المقبل.
وقال الشيخ أسامة قاسم، مفتى الجهاد الإسلامى، إن «منطقة سيناء والعريش
ملتهبة، وهناك خلافات مع الجيش والشرطة، وهناك جهات كثيرة قد تكون وراء
الأحداث»، وأضاف لـ«الوطن»: «سمعنا الخبر وليس عندنا خلفية عنه، والجيش
لديه معلومات حول من المسئول عن الخطف، وسينهى الأمر».
وجاء فى بيان السلفية الجهادية، الذى حصلت «الوطن» على نسخة منه: «هذه المرة لن تكون مظاهرات سلمية، ولكن سنقتحم مقر الجهاز، وبعد الفعاليات الناجحة أمام جهاز الأمن الوطنى منذ 10 أيام اقتحم أعضاء الجهاز منازل 3 جهاديين؛ محمد عبدالحليم حميدة ومحمد مصطفى محمد إبراهيم بيومى وعمرو محمد أبوالعلا، بعد كسر أبواب منازلهم وتفتيشها دون إذن نيابة، بالمخالفة للمادتين 35 و36 من الدستور، ودون مراعاة لحرمة المنازل، بالمخالفة للمادة 39 من دستورهم، ووجهوا إليهم اتهامات مضحكة مثل التخابر مع داود الأسدى زعيم تنظيم القاعدة فى شرق آسيا، والإعداد لتفجير سفارات أجنبية فى القاهرة، والإسكندرية».
وأضاف البيان: «هذه المرة لن تكون مظاهرات سلمية، ولكن اقتحام مقراتهم القذرة، وتحرير إخواننا بالقوة، وإن لم نجدهم سنأخذ رهائن من الضباط».